لايبدو الكاظمي متماهيا مع قوى سياسية تقليدية شيعية، وبالرغم من زيارته لطهران وتبادله الإبتسامات مع مضيفيه، وعدم تدخله لتقليل حجم التبادل التجاري الذي تميل الكفة فيه لطهران، إلا إنه ليس الرجل المفضل بالنسبة للإيرانيين الذين يرغبون برئيس وزراء لايشكل هاجسا مقلقا لأمنهم القومي خاصة وإنهم يربطون احداث العراق بالأمن القومي لبلادهم خشية من تحولات في نظام الحكم تهدد العلاقة التقليدية التي نشأت عام 2003 وماتزال مستمرة، إضافة الى إن كلمات الغزل التي يبعثها الكاظمي لدول في المنطقة كالسعودية والإمارات اللتين تعملان على تقويض نفوذ طهران في المنطقة لاتريح طهران، يضاف الى ذلك إن الكاظمي يميل الى المحور الأمريكي، وهذا مايضاعف قلق طهران وحلفائها في المنطقة، وفي دول عدة في الشرق الأوسط.
لاتتردد قوى شيعية نافذة في توجيه الإتهام المباشر للكاظمي بضلوعه في إجراءات تضعف خصومه السياسيين، وتؤسس لأسلوب عمل مختلف عن المعتاد، كما إنها غير راضية عن تواصله مع دول ترى في الحشد الشعبي عدوا لها، وتعمل على تقويضه، وهي رؤية تتشارك فيها مع واشنطن التي إستهدفت بمقاتلاتها مجموعات قتالية، ومواقع عسكرية في العراق وفي سوريا المجاورة، وبعد الإعتراض على نتائج الإنتخابات، وخروج تظاهرات تطالب بإعادة عمليات عد الأصوات، وسقوط ضحايا، وإتهامات لقوات الأمن بالضلوع في إستهداف المتظاهرين، فإن الحديث عن الجهة التي إستهدفت بالمسيرات منزل الكاظمي ليس محل تأكيد، مالم يجر البحث في ذلك مليا، حيث كسبت قوى الإعتراض نقاط عدة لاترغب في التفريط فيها، كما إنها سارعت للتنديد بعملية الإستهداف تلك، وقد تحاول الإشارة الى طرف مستفيد يعمل على خلط الأوراق للحصول على مكاسب في سباق المسافات الطويلة نحو حكم العراق، وبالتالي فالتسرع في الحكم وتحميل جهة بعينها مسؤولية الحادث لايكون مفيدا بإنتظار نتائج التحقيق.
موقع اخبار العراق