recent
أخبار ساخنة

بين أزمة الانتخابات والاغتيال.. ما حظوظ الكاظمي في نيل ولاية ثانية؟

الصفحة الرئيسية
بين أزمة الانتخابات والاغتيال.. ما حظوظ الكاظمي في نيل ولاية ثانية؟


موقع اخبار العراق// في الوقت الذي من المفترض ان تنشغل الكتل السياسية، بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من الشهر الماضي، انشغل العراق من شماله الى جنوبه بحدثين مهمين، الاو: هو الجدل الدائرة على نزاهة او عدم نزاهة هذه الانتخابات، والثاني: هو عملية الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عن طريق قصف منزله داخل المنطقة الخضراء، بطائرات مسيرة. 

ويدور الجدل حول الانتخابات، التي عدتها الكثير من الكتل السياسية الخاسرة، بانها مزورة، ونتج عن هذا الامر تنظيم اعتصامات امام بوابات المنطقة الخضراء، وصدامات بينهم وبين القوات الأمنية، سقط على اثرها عدد من الشهداء والجرحى.

فيما أعلنت خلية الإعلام الأمني في وقت سابق، عن تعرض رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي إلى محاولة اغتيال فاشلة بطائرة مسيرة مفخخة. 

وكشفت وزارة الداخلية، في بيان، أن "محاولة الاغتيال حصلت عبر 3 طائرات مسيرة – تم اسقاط طائرتين والثالثة استهدفت منزل الكاظمي"، مبينة ان "الهجوم اسفر عن اصابات في صفوف الحماية وهم يتلقون العلاج الان وهناك تحقيق واسع في الحادث وهناك فرق عمل كاملة وتسخر كل الامكانيات للوصول الى الجناة والجهة التي كانت متورطة في الحادث".

ورغم استهدافه الا ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خرج بتصريح بعد الحادثة، ودعا الى الهدوء وضبط النفس. هاتان الحادثتان، اعادت الى ذهنية المهتمين بالشأن السياسي العراقي، طموح الكاظمي الى تسنم ولاية ثانية، حيث رأى البعض ان حظوظه ارتفعت بنيل هذا الطموح، فيما رأى اخرين ان الحادثتين قضت على أي امل له. 

وقالت وسائل اعلام بريطانية، انه "مع انخفاض مقاعد كتلة الفتح وعدم تحقيق بقية القوى الحليفة لها مثل دولة القانون والعقد الوطني والمستقلين، مقاعد تفوق الـ 73 مقعداً التي حصل عليها التيار الصدري، يبدو الطريق سالكاً ولو بشكل مؤقت نحو ولاية جديدة للكاظمي، خصوصاً مع عدم ممانعة القوى الفائزة في ترشيحه".

الا انه يمكن أن يصطدم هذا التوجه بمعارضة شرسة من قبل بعض القوى الشيعية مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ودولة القانون التي تطمح بأن يكون رئيس الوزراء المقبل مرشحاً من قبلها. 

في ظل هذا الإرباك السياسي داخل الأوساط السياسية، يجري الحديث عن أسماء مطروحة من بينها الكاظمي بشرط إحراز توافق داخل البيت الشيعي عليه مع بقية القوى السياسية العراقية. 

لكن هناك من يرى ان شخصية الكاظمي، أنسب الحلول للجميع ولا توجد عليه اعتراضات كبيرة من قبل جميع الأطراف، بخاصة الأوساط الأقليمية، نظراً إلى تحقيقه بعض النجاحات الاقتصادية وتطويره العلاقات العراقية العربية.

ويقول الباحث في الشأن السياسي عصام الفيلي، إن الكاظمي هو الأكثر حظاً لتولّي رئاسة الوزراء لولاية ثانية لوجود دعم سياسي له من كتل مهمة ودعم دولي لنجاحه في عدد من الملفات. 

وأضاف، أنه "الأكثر حظاً من دون منافس، مؤكداً أن قوى سياسية تعمل من أجل أن يتولّى هذا المنصب في المرحلة المقبلة لإدراكها عدم وجود مؤشرات فساد عليه". 

وعن الكتل التي من الممكن أن ترفض الولاية الثاني للكاظمي، يقول الفيلي إن "هناك قوى تخصصت في صناعة الأزمات وهي ترغب بأن يخرج رئيس الوزراء المقبل من عباءتها"، مبيّناً أن القراءة غير القريبة من الواقع تسيطر على ذهنية هذه القوى في وقت أن الخريطة الإقليمية في العراق تغيرت كثيراً ومستوى وعي الناس تغيّر.

ويشير الفيلي إلى أن المجتمع الدولي والدول الإقليمية لن يعارضان تولّي الكاظمي رئاسة الوزراء لتحقيقه نجاحات في ملفات عدة على الصعيد الدولي، لافتاً إلى أن العالم العربي يريد الكاظمي لإدراكه أنه نجح في تسويق بلاده عربياً، وتحريره من البعد الإقليمي الذي كان ولا يزال يهدد العلاقات العراقية العربية من وجهة النظر العربية. 

وترغب بعض القوى السياسية بأن يبقى العراق حبيس المحاور المتصارعة بحسب الفيلي الذي يوضح أن الولايات المتحدة لم تضع "فيتو" على الكاظمي. 

الا ان عضو مجلس النواب السابق عباس يابر، كان له رأي اخر، حيث رأى، ان احداث الخضراء الأخيرة ساهمت بشكل كبير بتقليل فرصة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالحصول على ولاية ثانية.

وقال يابر، إن "ما حصل في المنطقة الخضراء من قمع للمتظاهرين هي محاولة لخلق فتنة بين طوائف المجتمع "مؤكداً أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فشل في احتواء الأزمة مما يقلل بشكل كبير حظوظه بالحصول على ولاية ثانية في ظل الوضع الراهن". 

وأضاف، أن "الكاظمي وحكومته جاءت لغرضين هما اعادة هيبة الدولة واجراء انتخابات مبكرة ولكنها فشلت في ادارة الانتخابات وتسببت بخلق ازمة في البلد وكذلك لم تنجح في استعادة هيبة الدولة وما حصل في الخضراء وجعل العاصمة مدينة عسكرية هو دليل واضح على فشل الحكومة". 

وتابع يابر، أن "من مواصفات رئيس الوزراء القادم هو ان يكون مقبولاً من جميع الكتل السياسية "داعياً "القوى والاحزاب السياسية إلى توحيد الجهود وتغليب المصلحة الوطنية لتفويت الفرصة على المتصيدين في الماء العكر".

وعلى السياق ذاته، كان رأي رئيس كتلة بيارق الخير في مجلس النواب المنحل محمد الخالدي، لا يختلف عن رأي يابر ، واكد ان الكاظمي لن يمنح ولاية ثانية للبلاد. 

وقال الخالدي،ان" اختيار الكاظمي لمنصب رئيس وزراء العراقي جاء في ظروف استثنائية للبلاد ولم يكن خيار توافقي لكل القوى السياسية بل عنوان لادارة مرحلة مؤقتة لحين اجراء الانتخابات النيابية المبكرة". 

واضاف، ان" الكاظمي لم يمنح ولاية ثانية وهذا راي اغلب القوى السياسية في البلاد قبل وبعد قصف الخضراء، لافتا الى ان الكتل اشارت بوضوح الى انه بات جزء من الازمة العراقية الراهنة في البلاد واعادته لمنصبه بات امر صعب جدا".

واشار الى ان" قصف منزل الكاظمي بكل تداعياته لكن تغير راي القوى السياسية في رفض توليه رئاسة وزراء العراق مرة اخرى خاصة وان جدل الانتخابات لايزال معقد جدا في ظل تقديم طعون من قبل قوى كبيرة حيال النتائج مبينا ان الاخيرة لاتزال تداعياته تتفاقم في المشهد العام". 

وبغض النظر عن هذه الآراء، الا انها تبقى تدور في فلك الرؤى وليس الحسم، فالسياسة متحركة وليس فيها عدو دائم ولا صديق دائم، ويمكن ان تتغير الاحداث والرؤى باي لحظة.

موقع اخبار العراق
author-img
واحد عراق

تعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent